قصة فيها عبرة كتب الدكتور عصام فيلالي
كنت في عزاء إحدى الأسر ، وجلست أواسيهم وأصبرهم وأدعو لميتهم بالرحمة والمغفرة
فقام الشايب أبو الميت ، وجلس بجنبي ، وأمسك بيدي، وقال: ياغازي هذا ظلم اقترفته قبل ثلاثين عاماً وما زلت أحصد عقوبته إلى يومي هذا.
فقبل 30 عاماً كنت في ريعان شبابي مزهواً بقوتي كانت معي سيارة، وكنت أختال، وأفحط بها على عباد الله.
وذات يوم صادفت كلبة معها جراها الصغار ، فقلت في نفسي :
أجرّب أصدم أحدها؛ لأرى مدى صياحها ونباحها
وبالفعل صدمت أحدها، وتناثرت دماؤه وأشلاؤه على أمه وهي تعوي وتصيح، وأنا أطالعها وأضحك !
ومنذ ذلك الحين والمصائب تلاحقني دون انقطاع، وكان آخرها البارحة ابني ذو الـ١٨ ربيعاً
أحب وأغلى ابنائي إلى قلبي متخرج من الثانوية ومقدم على الجامعة، أرى فيه زهرة شبابي وجميع أحلامي.
أوقفت سيارتي على جانب الطريق وأرسلته يقطع الشارع ليصور لي بعض الأوراق، ومن شدة حبي له وحرصي
عليه نزلت بنفسي وتأكدت من خلو الشارع من السيارات. فقلت له: اعبر،
فإذا بسيارة خاطفة كسرعة البرق
تخطفه أمامي، وتناثرت دماؤه على
ثوبي وأنا أطالعه وأبكي وأصيح .
وحينها والله تذكرت الكلبة وما فعلته
بها قبل ثلاثين عاماً
القصة فيها عظة وعبرة
فإن الله ينتقم للمظلوم ولو كان حيواناً ولو بعد حين
وكتب الدكتور صالح العايد :
أخي العزيز الدكتور عصام فيلالي :
نقلت قصة صاحب الكلبة وجراها إلى مجموعة من أبناء أعمامي
فكتب ابن عمي عبدالله بن محمد العايد :
يا دكتور صالح بارك الله فيك
وحسب رأيه من أجل المتعة فقط .
يقول : وبعد سنوات طويلة جمعتني فرصة بصاحبي ومعه أحد أبنائه أعمى ! ويقول :
ذكر لي أن لديه ثلاثة من اﻷبناء محرومين من نعمة البصر .
يقول : وتزوجت زوجة أخرى فأنجبت بنتاً ليس لها أعين .
يقول جاري : كان يتحدث لي وهو يبكي ، ويقول : كل هذا حصل بسبب سالفة الجرابيع التي حصلت قبل أكثر
من أربعين سنة
والله المستعان .
وهذه القصة أيضاً فيها دروس وعبر.
"الراحمون يرحمهم الله"
حذرتني والدتي يوما من الظلم فقالت :
كنا نسكن في البر وكان لنا جار وله رعية وابناء وزوجات وفي يوم صاد ضب فقام بسلخ جلده وهو حي
ثم تركه يمشي في الأرض وهو يضحك عليه.. قالت:
فقام عمي وعزم على الرحيل
بعيدا عن جارنا فوالله ما انتصف النهار
ونحن في الصيف حتى جاءت سحابة
حتى وقفت فوق بيت جارنا
ثم انتشرت وبدات تمطر وبعد ايام ارسل عمي أكبر ابناءه ليرى خبر جارنا فحلف بالله انه لم يجد اثر لجارهم من مال او ولد او زوج ووجد مكان بيته حفرة كانها بئر لكنها كبيرة جدا
الله ينتصر للمظلوم ولو بعد حين
اللهم إنا نعوذ بك ان نظلم أو نُظلم
— وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم { اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تُحمل فوق الغمام؛ يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين }
هذه مظالم الحيوانات, فما حالنا مع مظالم العباد
انا لله وانا اليه راجعون.
إرسال تعليق