أخر الاخبار

قال رجل: بينما كنت أجلس عند الحلاق، إذ أقتحم علينا المكان شخصٌ مختل، وهو يصيح، خمسة ... خمسة!

 قال رجل:
بينما كنت أجلس عند الحلاق، إذ أقتحم علينا المكان شخصٌ مختل، وهو يصيح، خمسة ... خمسة!

قال رجل: بينما كنت أجلس عند الحلاق، إذ أقتحم علينا المكان شخصٌ مختل
 قال رجل:
بينما كنت أجلس عند الحلاق، إذ أقتحم علينا المكان شخصٌ مختل، وهو يصيح، خمسة ... خمسة!
قال: فلم يمهله صاحب المحل حتى أخذ بتلابيبه ودفعه الى الخارج! فأخذت أفكر في سر تكرار المختل لمفردة "خمسة"، وإذا بالشخص الذي يجلس بجواري يقول: لقد جُنَّ الرجل بعد أن أستشهد أولاده الخمسة في انفجار إرهابي ! وهو منذ ذلك الوقت، لا يفتر عن ترديد هذه الكلمات، التي يشير بها الى عدد أولاده.
قال: فخرجت من محل الحلاق ويممت صوب بائع الخضار، وإذا بالرجل المختل أمامي وهو يردد عبارة "خمسة.. خمسة" فالتفت البقال الى رجل كان بجواره فقال له "هل ترى هذا الرجل، لقد قَتَلَ خمس رجال من أقاربه في شجار عائلي، ثم جُنَّ على أثر تلك الحادثة"
غير بعيد عني كانت امرأة كبيرة، تضع حبات البطاطا في سلتها وتنظر الى الرجل شزراً وتقول، هذا مصير من يتزوج خمس نساء، لا بد أن يصبنه بالجنون! أخذت حاجتي من المحل، ثم انعطفت الى بائع الطرشي، فوجدته يحدث صاحباً له وهو يشير بيده الى المختل، لقد سجن هذا خمس سنوات ظلماً في جريمة لم يقترفها، ومن شدة الضغط النفسي، أصيب بالجنون وهو يردد هذا العدد في إشارة الى تلك السنين الخمس التي ذهبت هباء من عمره!
وقبل أن أغادر المحل، سلمت عليَّ طفلة صغيرة، قالت إنها أبنة جيراننا وصديقة أبنتي، وأثناء انتظارها لتجهيز طلبها، قالت انظر ياعم الى حال الدنيا وتقلب صروفها، أترى هذا الرجل المختل، لقد كانت لديه أبنة عمرها خمس سنوات، تعرضت للخطف والاغتصاب ثم وجدت مقتولة، ومنذ ذلك الحين وهذا الرجل على هذه الحالة يردد هذه الكلمات في إشارة الى عمر أبنته!
قررت أخيراً، وقبل الذهاب الى البيت، أن أتوجه الى ذلك المختل ...

أن أتوجه الى ذلك المختل وأمنحه شيئاً من الصدقة، بغض النظر عن حقيقة قصته، فأدخلت يدي في جيبي وأخرجت ألف دينار، وحتى أحافظ على آداب الصدقة، أخفيت الورقة في يدي بحيث لا تظهر، ثم دسستها في جيبه، وابتعدت عنه، فلم يفجئني إلا صوت الرجل من خلفي وهو ينادي: أبو الشباب.. أبو الشباب، أشو بس ألف دينار! موتسمعني أنشك حلگي من الصبح وآني أصيح: خمسة ..خمسة .. الأربعة اللخ وين؟


هذه القصة الافتراضية، هي تعبير دقيق وصادق عن واحدة من أكثر المواهب التي يبرع بها العراقيون، وهي موهبة التحليل وتركيب القصص الملائمة للصور الاجتماعية من حولنا. يكفي أن تسمع خبراً، لتقرأ له ألف تحليل وتحليل، بحيث لا يشبه أي منها الآخر والمشكلة أنها جميعاً، قد لا تمت الى حقيقة الخبر بصلة.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-